أين تذهب بيانات جوجل

1
على الأرجح يمتلك جوجل أكبر مخزون للبيانات في العالم! بيانات ضخمة جداً لا تتوفر في أي شركة أو مؤسسة أخرى على الكرة الأرضية، ولا يمكن تخيل حجمها العملاق، فهي تتألف من كتل ضخمة من ملفات الفيديو على اليوتيوب، وبيانات البريد الإلكتروني، ومدونات جوجل، وصفحات جوجل بلس، وسحابة جوجل العملاقة، وغيرها من الخدمات التي يقدمها جوجل والتفاصيل التي يحتفظ بها ولا نعرف عنها شيئاً، أضف إلى ذلك النسخ الاحتياطي لهذه البيانات! ما يعني أنه يحتفظ بضعف البيانات الموجودة فعلياً، هذا إذا افترضنا أنه يقوم بنسخة احتياطية واحدة فقط… حسناً، هذه فرصة استثنائية لنشاهد ما يفعله جوجل بتلك البيانات الضخمة، وأين يمكنه أن يحتفظ بها.
2
تتوزع مراكز بيانات جوجل حول العالم على أربع قارات؛ ففي الأميركتين توجد مراكز في جنوب وشمال كارولينا، وفي ولاية جورجيا وإيوا، وكذلك في أوكلاهوما وتشيلي ودالاس. أما في آسيا فيوجد مركزان؛ أحدهما في تشانجوا بتايوان، والآخر في سنغافورة. وفي أوربا فتوجد في فنلندا وبلجيكا وإيرلندا وهولندا… كل تلك المراكز موصل بناقلات ألياف ضوئية توفر سرعة نقل للبيانات تعادل 200 ألف مرة من تلك السرعة التي نستخدمها في الإنترنت المنزلي.
3
تحتوي جميع مستودعات جوجل على عدد هائل من أجهزة الحواسيب التي تسمى بالمخدمات servers هذه المخدمات هي التي تجعل جوجل بهذه القوة التي تمكنه من القيام بملايين العمليات البحثية والخدمات التي يطلبها ملايين المستخدمين حول العالم دون كلل أو ملل، طوال العام وعلى مدار الساعة دون توقف.
4
تتكون أجهزة الحواسيب التي يعمل بها جوجل من نفس مكونات الحواسيب العادية الرئيسية، غير أن قدرتها أكبر بكثير، وتصبح هذه القدرة هائلة عندما تعمل مجتمعةً، حيث يتم داخل المستودعات وضع تلك المخدمات جنباً إلى جنب وتوصيلها مع بعضها لتكون وكأنها حاسوب واحد فائق المعالجة والتخزين، وهذا ضروري لتحمل الضغط المتزايد من المستخدمين على خدمات جوجل يوماً بعد يوم.
5
ولتعمل هذه الأجهزة بتناغم تام لابدّ من نظام تشغيل يضمن الثبات لهذا العتاد والمرونة التامة في التعامل مع البيانات في نفس الوقت، وهذا قد تكفل به نظام لينكس مفتوح المصدر، حيث يعتمد جوجل على نسخة من هذا النظام يعمل على تطويرها لتلائم احتياجاته، وما نراه من مرونة في التعامل مع صفحات جوجل يؤكد لنا قوة هذا النظام وثباته.
6
وتحسباً لحدوث أي مكروه لتلك البيانات الضخمة، فإنّ جوجل يمتلك مكتبة عملاقة للنسخ الاحتياطي المستمر، وهناك ذراع آلية في هذا المكان تقوم بنقل الأقراص من مكان لآخر، وتقوم بإعادتها حين الحاجة لتلك البيانات، وكأنها شخص يعمل على ترتيب أغراضه في مكتبته الخاصة.
7
عندما تعمل هذه الأجهزة باستمرار فلا شكّ أن حرارتها سترتفع، خاصة إذا كان عملها باستمرار دون توقف، لذا كان لابدّ من أجهزة تبريد ضخمة تتحمل هذا العبء الحراري وتضمن الجو الملائم للعمل الدؤوب، وتتم عملية التبريد من خلال أبراج تبريد مركزية ضخمة.
8
وهذه الأنابيب الملونة التي نراها بعضها يحمل معه مياه باردة جداً تستخدم في التبريد المركزي للمنشأة. أما تلك الدراجة في الوسط؛ فهي إحدى الدراجات المخصصة لفريق العمل للتجول في هذا المكان الفسيح ومراقبة العمل.
serverfarms12
ولضمان العمل المستمر لهذه المخدمات والأجهزة المساندة لها لابدّ من صيانة مستمرة، حتى لا يحدث خلل مفاجئ في المستودع، وتشمل الصيانة جميع محتويات المستودع، بما فيها أجهزة التكييف ومعدات الاتصالات، وأنابيب نقل المياه.
10
وأثناء عمليات الصيانة يتم استبدال الكثير من الأقراص والدوائر الإلكترونية واللوحات المعطوبة، سواء انتهي عمرها أم أنها تعرضت للتلف، ويتم التخلص من تلك النفايات الإلكترونية باستمرار، وفيما بعد تتم إعادة تدويرها واستخراج المواد الخام منها.
11
في حالة نشوب حرائق في المستودع، يتم تشغيل هذه الأنابيب البيضاء، فتضخ مياه بضغط عالٍ لإطفاء الحرائق، كما أن هذه المياه على وجه الخصوص يتم تصفيتها وتنقيتها من الشوائب منعاً لتلوث المنشأة في حالة استخدامها.
12
وهناك عمليات فحص مستمرة للمستودعات تتم من خلال مراقب يمر على أجزاء بعينها، هذه الأجزاء ربما تكون أجهزة أو توصيلات كهربائية أو أنابيب تمر بالأعلى أو حتى بالأسفل.
13
لمراقبة أداء النظام بالعين المجردة، فإنه يكفي ملاحظة هذه الأضواء، فاللون الأزرق يعني أن كل شيء يسير على مايرام، وكل ضوء يرمز لحالة معينة في النظام، وهي طريقة رائعة في المراقبة؛ حيث تصبح معاينة كل جهاز على حدًى عملية مرهقة جداً مع وجود الآلاف منها.
14
ويعتمد جوجل أيضاً على الألوان في التوصيلات والأسلاك، حيث يأخذ كل نوع من الوصلات لون معين، وهذا مفيد جداً في عمليات الصيانة ويساعد على استبدال الوصلات بسرعة بمعرفة لونها.
15
وبالإضافة إلى المعاينة الظاهرية للأجهزة، فإن هناك عمليات مراقبة مستمرة لتدفق البيانات تتم من خلال محطة تحكم بالمستودع تقوم بمراقبة المنشأة وعمليات الصيانة التي تتم بها.
16
أما بالنسبة للطاقة التي تحرك هذا العملاق، فهي لاشك أنها كبيرة جداً، إلا أن جوجل يعتمد بنسبة 35% على طاقة خضراء يتم تجميعها من مصادر متجددة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويسعى جوجل ضمن مشاريعه إلى دهن كل طاقته باللون الأخضر، بل ويريد توفيرها في شبكات الكهرباء المنزلية، وقد أبرم جوجل اتفاقية قيمتها أكثر من 1.5 مليار دولار أمريكي في مجال الطاقة المتجددة، ضمن مشروع قدرته 2.5 جيجا واط، وهي طاقة كبيرة يمكنها تشغيل 500 ألف منزل بالولايات المتحدة لسنة كاملة.
17
هذا بالإضافة إلى أن مراكز البيانات نفسها تعمل على خفض استهلاكها من الكهرباء باتباع أكثر الأساليب كفاءة في استخدام الطاقة، وتشير جوجل إلى أن سحابتها الإلكترونية إذا تم استخدامها من قبل الشركات، فإنها ستخفض من استهلاك التكنلوجيا للطاقة بنسبة 87%، وإذا تم استخدام منصة جوجل للتطبيقات المكتبية، فإن انبعاثات الكربون الناتجة عن المعالجات المكتبية يمكن أن تقل حتى 90% وغيرها من الاحصائيات التي يطرحها جوجل مشيراً إلى اهتماماته البيئية، فهل يعني جوجل ذلك حقاً أم أنه ترويج لخدماته؟!
وإذا تم بالفعل الاعتماد على سحابة جوجل العملاقة، وتطبيقاته المكتبية، وخدماته الرائعة، وصارت كل بياناتنا بين يدي هذا المارد، فهل هذا يعني أنها بمأمن؟ ربما يعتمد هذا على درجة الأمان التي نعنيها، ولكن ماذا لو انهارت كل تلك المستودعات بما في ذلك النسخ الاحتياطية؟ حينها ستذهب كل تلك البيانات إلى هاوية دون عودة…
NewerStories OlderStories Home

0 comments:

Post a Comment